إن التساؤل حول ما إذا كان الإسلام يتكيف هو نقطة محورية لكثير من النقاشات المعاصرة،
ولكن الإجابة تتطلب تفصيلاً دقيقاً يميز بين ثوابت الدين ومرونته الفائقة.
فالإسلام يقوم على مبادئ وقيم أساسية خالدة لا تتغير، مثل التوحيد والعدل والأخلاق الفاضلة،
وهذه الركائز هي التي تمنحه هويته وجوهره الثابت عبر العصور.
غير أن قدرته على التكيف تتجلى بوضوح في تطبيقاته وتشريعاته الفرعية،
حيث أظهر على مر التاريخ مرونة هائلة في استيعاب الثقافات المختلفة وتفاصيل الحياة المتجددة،
مقدماً حلولاً لمشكلات متعددة في سياقات زمنية ومكانية متنوعة.
تكمن هذه المرونة في أبواب الاجتهاد التي تتيح للعلماء استنباط الأحكام وتنزيلها على الواقع المتغير،
وهذا ما يؤكد أن الإسلام دين عالمي لا يحصر نفسه في زمان أو مكان محدد،
مما يجعله صالحاً للتطبيق في كل عصر، وقادراً على الاستجابة لمقتضيات الحياة المتجددة دون التنازل عن جوهره السامي.
2024/11/13
370
0
- مركز دعوة التايلانديين