تأكيدٌ أساسيٌ وجوهريٌ في عقيدتنا الإسلامية يوضح بجلاء حقيقة تعاملنا مع الكعبة المشرفة.
إن المسلمين لا يسجدون للكعبة بذاتها ولا يعبدونها، بل هي قبلةٌ ووجهةٌ للصلاة فحسب.
إنها بيت الله الحرام الذي أذن برفعه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لتكون رمزًا للوحدة العالمية.
فعندما نتوجه بوجوهنا شطرها في صلواتنا، فإن سجودنا وعبادتنا خالصةٌ لله وحده لا شريك له.
الكعبة ليست إلا نقطة التقاء روحية، تحدد اتجاه قلوب الملايين في صلواتهم نحو الخالق العظيم.
فالعبادة في الإسلام قاصرةٌ على الله عز وجل، الذي لا يُشبهه شيء ولا يشاركه أحد في الألوهية والربوبية.
إن المسلم يُقر بتوحيد الله المطلق، وأن كل ما سواه من مخلوقات لا يستحق العبادة أو السجود.
لذا، من الأهمية بمكان عدم الخلط بين الكعبة كرمز مكاني مقدس وبين الذات الإلهية التي نعبدها وحدها.
هي معلمٌ يذكرنا باتجاهنا المشترك، وعلامةٌ تجمع الأمة على كلمة الحق، لا معبودٌ يُتوجه إليه بالدعاء.
ففهم هذه الحقيقة جوهريٌ لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتأكيد جوهر التوحيد النقي في ديننا الحنيف.
2024/11/17
398
0
- مركز دعوة التايلانديين