السخاء والنية الطيبة
يُجسّد هذا الوصف قيمتي السخاء والكرم الفائض، مستلهمًا من جوهر القصة النبوية العظيمة.
تُروى الحادثة عن رجل جاء يطلب المال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره بأن يشتري حاجياته.
وأكد له أنه سيتكفل بدفع ثمنها، في مظهرٍ فريد من جود لا يعرف حدودًا.
حينها، تدخّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناصحًا بأن الله لم يفرض على النبي ما يفوق طاقته.
لكن حبيبنا المصطفى لم يرُق له هذا القول، بل ظل متمسكًا بعطاء لا يتوقف على حسابات البشر.
وهنا، نطقت شفتا الرجل السائل بكلمات نورانية عميقة، فقال: "أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً."
فلم يملك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن ابتسم سرورًا حتى بانت أسارير وجهه المبارك،
ابتسامة تعكس الثقة المطلقة بالله واليقين بأن رزقه لا ينفد وأن خزائنه لا تنتهي.
إنها دعوة لكل مسلم أن يتحلى بالسخاء ويوقن بأن الإنفاق في سبيل الله بابٌ لزيادة الخير والبركة.
هذه القصة الخالدة تُلهمنا العطاء بقلبٍ صافٍ ونيةٍ حسنة. (المصدر: الأحاديث المختارة، ص 88).