الفيديوهات الدعوية

سورة القصص: 20
سورة القصص: 20

هذه الآية الكريمة، الآية 20 من سورة القصص، تكشف لنا فصلاً مهماً ومفعماً بالتشويق في قصة نبي الله موسى عليه السلام، فتعرض مشهداً حاسماً يجسد عناية الله الفائقة بأنبيائه. تبدأ بوصول رجل من أقصى المدينة يهرول مسرعاً، محملقاً بالخوف والحذر، وقد امتلأ قلبه إيماناً وصدقاً، ليبلغ موسى تحذيراً بالغ الأهمية: "إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ". هذا التحذير القاطع من هذا الناصح الأمين، الذي غامر بحياته ليبلغ الرسالة، يكشف عن مؤامرة دنيئة يدبرها كبار القوم لإنهاء حياته بعد حادثة القتل غير المقصودة. تحمل الآية في طياتها دروساً عميقة عن اللطف الإلهي والتوجيه الرباني، حيث ساق الله لموسى من يحذره ويقوده إلى بر الأمان. إنها لحظة فارقة ومفصلية دفعت بموسى عليه السلام للخروج من مصر، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة تماماً في حياته، مليئة بالتجارب الصعبة والمنح العظيمة، وتبرز أهمية النصح الخالص والشجاعة في قول الحق، وكيف أن الأقدار تساق بتدبير إلهي محكم لتنفيذ مشيئة الله وتمهيد طريق النبوة والرسالة.

سورة الأنعام: 162
سورة الأنعام: 162

هذه الآية الكريمة من سورة الأنعام (الآية 162) تُعد من أجمع الآيات وأكثرها عمقاً في بيان جوهر التوحيد الخالص لله تعالى، فهي إعلان صريح وشامل للمبدأ الأساسي لدين الإسلام. يوجه الله تعالى فيها عباده ليقروا بأن كل جانب من جوانب وجودهم، من أعظم العبادات كالصلاة والنسك (القرابين وكل ما يتقرب به إلى الله)، مروراً بكل تفاصيل الحياة اليومية وسعي الإنسان (مَحْيَايَ)، ووصولاً إلى لحظة الانتقال من الدنيا والموت عليها (وَمَمَاتِي)، كل هذه الأمور يجب أن تكون موجهة بالكامل لله وحده، رب العالمين، الذي لا شريك له في ملكه وتدبيره. هذه الآية تجسد قمة الإخلاص والتسليم لله تعالى، وتؤسس لمفهوم العبودية الشاملة التي لا تقتصر على جوانب معينة بل تمتد لتشمل كل نفس وحركة وسكون في حياة المؤمن. إنها دعوة ومنهج حياة للمؤمنين ليعيشوا ويموتوا على التوحيد، جاعلين الله غايتهم وهدفهم الأوحد في كل شيء، مما يورث الطمأنينة والسكينة في الدنيا والفوز العظيم في الآخرة، وهي شعار كل مؤمن حق يسعى لتحقيق كمال الإخلاص والعبودية لله في كل لحظة من حياته.

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري