العبادة في الإسلام
العبادة في الإسلام مفهوم شامل يتجاوز بكثير مجرد أداء الشعائر والطقوس الظاهرية كالصلاة والصيام.
إنها فلسفة حياة متكاملة ومنهج شامل يغوص في أعماق الوجود الإنساني ويتجلى في كافة جوانبه.
تبدأ العبادة بالنية الخالصة لله في كل فعل وقول، محولة الأعمال الدنيوية إلى قربات عظيمة وأجر لا ينقطع.
فطلب العلم عبادة، والعمل الشريف لإعالة النفس والأهل عبادة، والإحسان إلى الجار عبادة خالصة.
كما تشمل حسن الخلق، الصدق في التعامل، الأمانة، مساعدة المحتاجين، والبر بالوالدين وصلة الأرحام.
إنها تجسيد حي لليقظة القلبية ودوام الصلة بالله في السر والعلن، في الرخاء والشدة، أينما كان المرء.
تتجسد في التدبر في آيات الله الكونية والقرآنية، وفي الشكر على نعمه الظاهرة والباطنة، والصبر على ابتلائه.
العبادة الحقيقية تسعى لإصلاح الفرد والمجتمع، بناءً على قيم العدل والرحمة والإحسان، ونشر الخير والصلاح.
هدفها الأسمى تحقيق السكينة النفسية، والقرب من الخالق، ونيل رضاه في الدنيا الفانية والآخرة الباقية.
فهي بذلك ليست قيودًا تحد من حرية الإنسان، بل تحريرًا للنفس، وسموًا بالروح، وكمالًا للحياة الإنسانية.