الفيديوهات الدعوية

سورة نوح: 10-12
سورة نوح: 10-12

تتجلّى عظمة الدعوة إلى الله في سورة نوح، وتحديدًا في الآيات الكريمة من 10 إلى 12، حيث يقدم النبي نوح عليه السلام لقومه مفتاح الخيرات والبركات: "فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا". هذه الآيات دعوة صريحة ومباشرة للتوبة والإنابة إلى الله، القائل في ذاته العلية "كان غفارًا". ويترتب على هذا الاستغفار كنزٌ من العطاء الإلهي، يبدأ بإرسال الغيث المدرار: "يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا"، ليحيي الأرض ويخصبها، ثم يمتد العطاء ليشمل النعم الدنيوية الجليلة، فـ "وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ"، وهي من زينة الحياة الدنيا وقوامها. ولم يكتفِ بذلك، بل يَعِدُ المستغفرين بجناتٍ غَنَّاء وأنهارٍ جارية: "وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا". إنها صورة متكاملة للبركة الشاملة في الرزق، والذرية، والبيئة المحيطة، مؤكدة أن الاستغفار ليس مجرد طلب للمغفرة، بل مفتاح لخيري الدنيا والآخرة لمن أقبل على الله بصدق.

مرور كل عام هو اقتراب من الموت
مرور كل عام هو اقتراب من الموت

تأمل عميق في حقيقة لا مفر منها، فمرور كل عام ليس مجرد احتفال زمني، بل تذكير بمسيرتنا المتواصلة نحو المصير المحتوم. إن هذه الحقيقة، التي قد تبدو قاسية للوهلة الأولى، هي في جوهرها دعوة صريحة لليقظة والتبصر. إنها فرصة ذهبية لمحاسبة النفس بدقة وصدق، واستعراض ما قدمناه من أعمال خلال الفترات المنقضية من أعمارنا. هل كانت أعمالنا حسنات تضاف إلى رصيدنا وثقل موازيننا، أم أنها لحظات ضاعت سدى بلا فائدة حقيقية؟ هذا التذكير القوي يدفعنا لإعادة توجيه البوصلة نحو هدفنا الأسمى بعد الوفاة، وتحديد ما نطمح أن نكون عليه عندما نقف بين يدي الخالق. لنجعل من كل عام يمر نقطة انطلاق جديدة لتراكم الأعمال الصالحة، ونشر الخير، وترسيخ القيم الإيجابية في مجتمعنا وفي ذواتنا. فالعمر ليس إلا رحلة قصيرة، وقيمتها تكمن فيما نزرعه من بذور صالحة نحصد ثمارها الطيبة في الآخرة. فلنستغل كل لحظة بحكمة، ولنجعل من مرور الزمن دافعًا للارتقاء الروحي والعمل الدؤوب.

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري