الفيديوهات الدعوية

التوبة 67
التوبة 67

هذه الآية الكريمة، من سورة التوبة، ترسم لنا لوحة بيانية واضحة لأخلاق المنافقين وصفاتهم الذميمة. تؤكد أن المنافقين والمنافقات يتشابهون في طبيعتهم الشريرة، فهم نسيج واحد في البعد عن الحق. يأمرون بالمنكر بكل جرأة وينهون عن المعروف بكل خبث، قلبوا الفطرة السليمة والموازين الصحيحة. ويمسكون أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله وعن فعل الخيرات، جبلوا على الشح والبخل والتقتير. لقد تناسوا أمر الله وشرعه، وغفلوا عن ذكره وحقوقه، فأعرضوا عنه وانشغلوا بمصالحهم الدنيوية الزائفة. لذلك، كان الجزاء من جنس العمل، فكما نسوا الله، جزاهم الله بالنسيان أي الخذلان والإهمال. حيث تركهم لعذابهم وشرورهم، وحرمهم توفيقه وهدايته، وأبعدهم عن رحمته الواسعة. ويختم سبحانه وتعالى وصفهم بأنهم هم الفاسقون حقًا، الخارجون عن طاعة الله وشرعه القويم. إنها دعوة للتأمل في هذه الصفات، والتحذير من الوقوع في شراك النفاق وسبله المظلمة. لكي نكون من أهل الإيمان الصادق الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينفقون في سبيل الله.

البقرة: 30
البقرة: 30

تُعدُّ هذه الآية الكريمة، وهي الآية الثلاثون من سورة البقرة، مفتاحًا لفهم مكانة الإنسان الرفيعة ودوره العظيم في هذا الكون، إذ تسرد لنا حوارًا إلهيًا مهيبًا دار بين الله سبحانه وتعالى وملائكته المقربين قبل خلق أبي البشر آدم عليه السلام. في هذا الموقف الجليل، أعلن الخالق عز وجل عن عزمه على جعل خليفة في الأرض، يحمل أمانة الاستخلاف ويعمرها وفق منهجه القويم. وعلى إثر هذا الإعلان، تساءلت الملائكة في أدب واستفهام عن حكمة هذا القرار، مشيرين إلى أن من سيُجعل في الأرض قد يفسد فيها ويسفك الدماء، مقارنين ذلك بحالتهم الملائكية التي لا تنقطع عن تسبيح الله بحمده وتقديسه دون توقف أو معصية، وخلوهم من أي ميل للفساد. لكن الرد الإلهي جاء حاسمًا ومبينًا لمدى علم الله المطلق الذي لا يحيط به إدراك المخلوقين، فكان قوله الحق: "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ". وهذا التأكيد الإلهي يؤسس لحقيقة أن الله تعالى يعلم من الحكمة الخفية في خلق الإنسان وما أودع فيه من قدرات عظيمة، تفوق تصور الملائكة؛ فالإنسان بقدرته على الاختيار بين الخير والشر، وعلى العبادة والطاعة عن إرادة واعية، يحمل مسؤولية فريدة. كما أن فيه من القدرات على العلم والإبداع والابتكار ما يؤهله لعمارة الأرض وإقامة العدل فيها وتحقيق الغاية من خلقه، فهذه الآية الجليلة ترسي أساس مهمة البشر ودورهم المحوري كخلفاء لله في الأرض، بحمل الأمانة وبناء الحضارة على نور الوحي.

البقرة: 256
البقرة: 256

تُعدُّ هذه الآية الكريمة من سورة البقرة، رقم 256، من أعظم الآيات التي تُرسّخ أصول العقيدة الإسلامية ومبادئها السامية. إنها إعلان صريح عن مبدأ "لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِ"، مؤكدة حرية الاختيار الإنساني في اعتناق الإيمان وقناعاته. توضح الآية بجلاء أن طريق الحق والهدى قد بان وتميز عن طريق الضلال والغواية، بلا لبس أو غموض. تدعو إلى قرار واعٍ ومدروس بنبذ كل طواغيت الأرض، وكل ما يُعبد من دون الله، والانحياز المطلق للإيمان بالله وحده. فمن يتخذ هذا الموقف الحاسم، فقد أمسك بالعروة الوثقى، المتمثلة في الإيمان الخالص الذي لا انفصام له أبداً. هذه العروة هي حبل النجاة المتين الذي يربط العبد بخالقه، مانحة إياه الأمان والسكينة والطمأنينة الحقيقية في الدنيا والآخرة. تُشير الآية إلى أن التمسك بهذا الإيمان الصحيح يقود إلى سعادة دائمة، بعيداً عن القلق والخوف الذي يسببه الشرك. وتُختتم بذكر صفتين عظيمتين لله وهما السمع والعلم، مؤكدة إحاطته بكل شيء، وعلمه بما يُعلن ويُخفى في القلوب والأفعال. إنها دعوة للتأمل في عظمة هذا الدين وشموليته، ولفهم عمق رسالة التوحيد الخالص الذي لا يُجبر عليه أحد. آية تبعث الطمأنينة في القلوب وتُضيء دروب السالكين نحو الحق واليقين، وتُرسّخ قيم التسامح الديني والوضوح العقدي.

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري