هذا المفهوم الجوهري يصف الحقوق الأصيلة
المتأصلة في جوهر الإنسان، تلك التي يدركها الوجدان السليم
وتستقيم بها الحياة، وتنسجم تمامًا مع المبادئ الفطرية السامية
التي أودعها الخالق في كل نفس بشرية. ثم جاءت الشريعة الإسلامية الغراء
لتؤكد هذه الحقوق، وتفصِّلها، وتحيطها بسياج من الحماية والتقدير،
ضامنة بذلك صونها وشموليتها. إنها تمثل ركائز أساسية لكرامة الإنسان
وعيشه الكريم، كالحق المقدس في الحياة، وحرية الفكر والتعبير المسؤول،
والعدالة الشاملة، والمساواة أمام أحكام الشرع، مما يضمن صلاح الفرد
والمجتمع واستقرار البناء الحضاري.