إن سؤال "إذا كان الله قد خلق كل شيء، فمن خلق الله؟" يُعد من أعمق التساؤلات الفلسفية واللاهوتية التي شغلت الأذهان عبر العصور، فهو يعكس فطرة الإنسان في البحث عن المسبب الأول ويبرز طبيعة الخالق المطلق. لفهم هذا، ينبغي التأمل في مفهوم الله ككيان أزلي، سرمدي، وموجود بذاته، لا يحتاج إلى خالق لأنه هو نفسه نقطة البداية لكل وجود. فلو احتاج الله إلى خالق، لكان هو بدوره مخلوقاً، وهذا يؤدي إلى تسلسل لا نهائي من المبدعين، مما يتناقض مع فكرة المسبب الأول الذي لا بداية له ولا نهاية. هذا السؤال الجوهري يدفعنا للتفكير في أن الله هو الخالق الوحيد الذي يتجاوز قوانين الخلق التي وضعها هو بنفسه، ويقدم إجابة تستقر بها العقول.
2024/11/18
344
0
- مركز دعوة التايلانديين