أكثر من مليار وخمسمئة مليون مسلم حول العالم يتوجهون في كل صلاة نحو اتجاه واحد — مكة المكرمة. يُعرف هذا الاتجاه بـ"القبلة".
وفي قلب مكة تقع الكعبة — بناء صغير على شكل مكعب، موجود في ساحة المسجد الحرام، أقدس مسجد في الإسلام.
المسلمون لا يسجدون للكعبة أو لما بداخلها، بل يسجدون لله الواحد الأحد — الرحمن الرحيم، الحكيم العليم.
الكعبة ليست إلا مركزًا روحيًا اختاره الله، لتكون رمزًا للوحدة. الاتجاه الواحد في الصلاة لا يربط المسلمين بربهم فقط، بل يربطهم ببعضهم — أمة واحدة، حركة واحدة، هدف واحد.
في البداية، كانت قبلة المسلمين نحو مدينة القدس. لكن بعد حوالي ستة عشر شهرًا من هجرة النبي محمد ﷺ إلى المدينة، نزل الوحي عليه أثناء الصلاة: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"
ومنذ ذلك الحين، أصبحت مكة مركز العبادة الروحية الدائمة في الإسلام.
وقد أوضح القرآن أن تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا — ليميز من يتبع الرسول حقًا، ومن يرتد على عقبيه. لكن الله طمأن المؤمنين أن صلاتهم السابقة لن تذهب هدرًا.
وهكذا، أصبحت الكعبة مركز الارتكاز الروحي للعالم الإسلامي.