البقرة 23-24

تتجلى آيات سورة البقرة (23-24) كدعوة إلهية فريدة تتحدّى بها الخالق جل وعلا كل من يشك في كون القرآن الكريم كلامه المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. يا للمحكم! يطلب منهم الإتيان بسورة واحدة فقط مماثلة لآياته الباهرة في بلاغتها وإعجازها، ويدعوهم لطلب المعونة من جميع شهدائهم ومن يدعونهم من دون الله إن كانوا صادقين في زعمهم. إنه تحدٍ صريح وواضح، يتبعه تأكيد قاطع بأنهم لن يستطيعوا ذلك أبدًا، مما يبرهن على أن هذا الكتاب العظيم ليس من قول البشر. ثم تأتي الآية لتحذير شديد اللهجة لمن يكابر ويرفض الحق، بأن يتقوا نارًا وقودها الناس والحجارة، نارٌ أُعدت للكافرين بوضوح، تذكيرًا بقدرة الله وعظيم عقابه وعظمة هذا الوحي الخالد.

مركز دعوة التايلانديين

2025/04/23

144
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • القرآن الكريم
مواد ذات صلة
video title
الإعجاز في الحفظ والصون

يتجلى الإعجاز في الحفظ والصون بجلاء تام في هذا الحديث النبوي الشريف الذي يرسخ دعائم الحياة المتوازنة في الإسلام. فبينما يعتبر الزواج وتكوين الأسرة من أعظم السنن النبوية، جاء التوجيه الإلهي ليحفظ الأمة من الغلو والانقطاع عن الدنيا. فحينما همّ بعض الصحابة بالانعزال التام للعبادة، جاءت كلمة النبي صلى الله عليه وسلم حاسمةً، مؤكدة أن سنته جامعة بين العبادة وشؤون الدنيا، منها الزواج، ونفي نفسه صلى الله عليه وسلم عن كل من يرغب عن منهجه المتوازن. وهذا الإرشاد ليس فقط حفظاً للدين من الانحرافات، بل وصوناً للمجتمع من التفكك وضماناً لاستمرارية النسل بطهارة وعفة. إنه إعجاز في حفظ منهج النبوة كاملاً وواضحاً، جيلاً بعد جيل، مؤكداً على شمولية الإسلام وواقعيته التي توازن بين الروح والجسد، وتحمي الفرد والمجتمع من كل أشكال التطرف.

video title
الإسلام دين عالمي

الإسلام دين عالمي وشامل، رسالته تتجاوز كل الحدود الجغرافية والعرقية، فهو دين للبشرية جمعاء،
لكل زمان ومكان، لا يقتصر على قومية أو ثقافة بعينها.
من اللافت للنظر أن القرآن الكريم، مع كونه نزل بلغة العرب وعلى نبي منهم،
لم يذكر كلمة "عرب"، وهذا يؤكد على جوهر عالمية الرسالة المحمدية، التي جاءت رحمة للعالمين.
في الوقت الراهن، يشكل العرب أقلية واضحة من مجموع المسلمين حول العالم،
والذين ينتشرون في كل قارات الأرض، من آسيا إلى أفريقيا، مروراً بأوروبا والأمريكتين،
ونجد تنوعاً هائلاً في أتباع هذا الدين.
يجمعهم عقيدة واحدة وأخوة إيمانية، تتخطى الألوان والألسنة والأوطان،
وهذه الشمولية هي جوهر الإسلام الذي يدعو للمساواة والعدل والتعاون بين كل البشر،
مما يجعله دعوة مستمرة للتعايش والرحمة، لا لفئة دون أخرى.

video title
الخضوع لعظمة الله

الخضوع لعظمة الله ليس مجرد فعل، بل هو حالة قلبية عميقة
وتعبير عن الإيمان المطلق والتسليم الكامل لقدرته وحكمته المطلقة.
يشعر العبد من خلاله بالطمأنينة والسكينة في رحاب خالقه،
ويتحرر من أغلال الكبرياء والغرور التي تحجب البصيرة والنور.
إنه طريق للارتقاء الروحي وتزكية النفس، حيث يجد الإنسان ذاته
الحقيقية في التواضع والاعتراف بقدرة الخالق وعظمته اللامتناهية.
يمنح هذا الخضوع القوة لمواجهة تحديات الحياة بثبات ويقين،
مدركًا أن كل أمر بيد الله، المدبر لكل شيء بحكمة بالغة وعلم واسع.
فالخضوع هو مفتاح الفوز بالرضا الإلهي والسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة،
دعوة لقلب خاشع ونفس مطمئنة تجد سلامها في التسليم التام له.

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري