تُعدُّ هذه الآية الكريمة من سورة البقرة، رقم 256، من أعظم الآيات التي تُرسّخ أصول العقيدة الإسلامية ومبادئها السامية.
إنها إعلان صريح عن مبدأ "لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِ"، مؤكدة حرية الاختيار الإنساني في اعتناق الإيمان وقناعاته.
توضح الآية بجلاء أن طريق الحق والهدى قد بان وتميز عن طريق الضلال والغواية، بلا لبس أو غموض.
تدعو إلى قرار واعٍ ومدروس بنبذ كل طواغيت الأرض، وكل ما يُعبد من دون الله، والانحياز المطلق للإيمان بالله وحده.
فمن يتخذ هذا الموقف الحاسم، فقد أمسك بالعروة الوثقى، المتمثلة في الإيمان الخالص الذي لا انفصام له أبداً.
هذه العروة هي حبل النجاة المتين الذي يربط العبد بخالقه، مانحة إياه الأمان والسكينة والطمأنينة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
تُشير الآية إلى أن التمسك بهذا الإيمان الصحيح يقود إلى سعادة دائمة، بعيداً عن القلق والخوف الذي يسببه الشرك.
وتُختتم بذكر صفتين عظيمتين لله وهما السمع والعلم، مؤكدة إحاطته بكل شيء، وعلمه بما يُعلن ويُخفى في القلوب والأفعال.
إنها دعوة للتأمل في عظمة هذا الدين وشموليته، ولفهم عمق رسالة التوحيد الخالص الذي لا يُجبر عليه أحد.
آية تبعث الطمأنينة في القلوب وتُضيء دروب السالكين نحو الحق واليقين، وتُرسّخ قيم التسامح الديني والوضوح العقدي.
2025/06/25
49
0
- مركز دعوة التايلانديين