يمثّل "الروعة في الحفظ" جوهر العناية الإلهية بكتاب الله الخالد. فلقد سمّى الله كتابه الأخير "القرآن" ليُتلى ويُحفظ في الصدور، و"الكتاب" ليُدوّن ويُسطّر بين الأيدي، وهذا الحفظ المزدوج هو سرّ صيانة هذا الوحي العظيم، حيث تكفّل الله بحفظه بكلتا الطريقتين في آنٍ واحد. فما كان يُوحى على الرسول صلى الله عليه وسلم من آياتٍ كريمة، كان يُكتب فورًا بحضرته الشريفة، ويُتلقى ويُحفظ شفويًا من فمه المبارك. هذا التوأمة بين الحفظ الصدري والتدوين الخطي ضمنت الدقة المطلقة؛ فلا يُقبل ما حُفظ إلا إذا تطابق مع ما دُوّن، ولا يُعتد بما كُتب إلا إذا وافق ما تُلي وحُفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه المنهجية الفريدة هي التي حفظت القرآن الكريم من أي تبديل أو تحريف، وجعلته المصدر الأصدق والأكثر موثوقية للأجيال المتعاقبة. إنه حقًا روعةٌ لا مثيل لها في الحفظ.
2024/11/26
312
0
- مركز دعوة التايلانديين