الصبر والتوكل ليسا مجرد صفتين عابرتين، بل هما ركيزتان أساسيتان في بناء شخصية المؤمن الصادق، ومنارة تضيء دروب الحياة الدنيا المؤدية إلى سعادة الآخرة الأبدية.
فالصبر هو حبس النفس على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقدار الله المؤلمة، وهو مفتاح الفرج بعد الشدة، وسبيل النصر بعد الابتلاء، وبه ترتفع الدرجات وتُطهر الذنوب.
الصبر يُعلمنا الثبات في وجه الصعاب، وعدم اليأس من رحمة الله الواسعة، ويغرس فينا قوة التحمل والمثابرة.
أما التوكل، فهو تفويض الأمر كله لله عز وجل، والثقة المطلقة بتدبيره وحكمته البالغة، مع الأخذ بجميع الأسباب المشروعة المتاحة.
إنه يحرر القلب من قلق المستقبل، ويزرع الطمأنينة والسكينة في النفس، ويجلب الرزق والتيسير في كل الأمور الدنيوية والأخروية.
حين يجتمع الصبر والتوكل في قلب المؤمن، يتكاملان ليكوّنا قوة روحية لا تُقهر، تجعله يواجه التحديات بروح مطمئنة وواثقة.
فالمؤمن الصابر المتوكل يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فكل شيء بتقدير الله.
هما دعامتان روحيتان عظيمتان تقويان صلة العبد بربه، وتجعله يستقبل أقدار الحياة كلها برضا وتسليم واحتساب.
بالصبر تُنال المعالي والدرجات الرفيعة في الدنيا والآخرة، وبالتوكل على الله تُفتح الأبواب المغلقة وتُذلل الصعاب.
فيا أيها السالك طريق الجنة، اجعل الصبر زادك الدائم والتوكل رفيقك الأمين، فهما بحق مفتاحا الفوز العظيم والنعيم المقيم.
2024/11/14
282
0
- مركز دعوة التايلانديين