سورة الأنعام: 162

هذه الآية الكريمة من سورة الأنعام (الآية 162) تُعد من أجمع الآيات وأكثرها عمقاً في بيان جوهر التوحيد الخالص لله تعالى، فهي إعلان صريح وشامل للمبدأ الأساسي لدين الإسلام. يوجه الله تعالى فيها عباده ليقروا بأن كل جانب من جوانب وجودهم، من أعظم العبادات كالصلاة والنسك (القرابين وكل ما يتقرب به إلى الله)، مروراً بكل تفاصيل الحياة اليومية وسعي الإنسان (مَحْيَايَ)، ووصولاً إلى لحظة الانتقال من الدنيا والموت عليها (وَمَمَاتِي)، كل هذه الأمور يجب أن تكون موجهة بالكامل لله وحده، رب العالمين، الذي لا شريك له في ملكه وتدبيره. هذه الآية تجسد قمة الإخلاص والتسليم لله تعالى، وتؤسس لمفهوم العبودية الشاملة التي لا تقتصر على جوانب معينة بل تمتد لتشمل كل نفس وحركة وسكون في حياة المؤمن. إنها دعوة ومنهج حياة للمؤمنين ليعيشوا ويموتوا على التوحيد، جاعلين الله غايتهم وهدفهم الأوحد في كل شيء، مما يورث الطمأنينة والسكينة في الدنيا والفوز العظيم في الآخرة، وهي شعار كل مؤمن حق يسعى لتحقيق كمال الإخلاص والعبودية لله في كل لحظة من حياته.

مركز دعوة التايلانديين

2025/07/16

22
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • القرآن الكريم

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري