هذه الآية الكريمة، الآية 20 من سورة القصص، تكشف لنا فصلاً مهماً ومفعماً بالتشويق في قصة نبي الله موسى عليه السلام، فتعرض مشهداً حاسماً يجسد عناية الله الفائقة بأنبيائه. تبدأ بوصول رجل من أقصى المدينة يهرول مسرعاً، محملقاً بالخوف والحذر، وقد امتلأ قلبه إيماناً وصدقاً، ليبلغ موسى تحذيراً بالغ الأهمية: "إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ". هذا التحذير القاطع من هذا الناصح الأمين، الذي غامر بحياته ليبلغ الرسالة، يكشف عن مؤامرة دنيئة يدبرها كبار القوم لإنهاء حياته بعد حادثة القتل غير المقصودة. تحمل الآية في طياتها دروساً عميقة عن اللطف الإلهي والتوجيه الرباني، حيث ساق الله لموسى من يحذره ويقوده إلى بر الأمان. إنها لحظة فارقة ومفصلية دفعت بموسى عليه السلام للخروج من مصر، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة تماماً في حياته، مليئة بالتجارب الصعبة والمنح العظيمة، وتبرز أهمية النصح الخالص والشجاعة في قول الحق، وكيف أن الأقدار تساق بتدبير إلهي محكم لتنفيذ مشيئة الله وتمهيد طريق النبوة والرسالة.
2025/07/16
25
0
- مركز دعوة التايلانديين