تتجلّى عظمة الدعوة إلى الله في سورة نوح، وتحديدًا في الآيات الكريمة من 10 إلى 12، حيث يقدم النبي نوح عليه السلام لقومه مفتاح الخيرات والبركات: "فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا". هذه الآيات دعوة صريحة ومباشرة للتوبة والإنابة إلى الله، القائل في ذاته العلية "كان غفارًا". ويترتب على هذا الاستغفار كنزٌ من العطاء الإلهي، يبدأ بإرسال الغيث المدرار: "يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا"، ليحيي الأرض ويخصبها، ثم يمتد العطاء ليشمل النعم الدنيوية الجليلة، فـ "وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ"، وهي من زينة الحياة الدنيا وقوامها. ولم يكتفِ بذلك، بل يَعِدُ المستغفرين بجناتٍ غَنَّاء وأنهارٍ جارية: "وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا". إنها صورة متكاملة للبركة الشاملة في الرزق، والذرية، والبيئة المحيطة، مؤكدة أن الاستغفار ليس مجرد طلب للمغفرة، بل مفتاح لخيري الدنيا والآخرة لمن أقبل على الله بصدق.
2025/07/16
24
0
- مركز دعوة التايلانديين