هود 116-117

تأمل هاتين الآيتين الكريمتين من سورة هود (116-117)، فإنهما تحملان رسائل عميقة وهدايات عظيمة. تستوقفنا الآية الأولى بسؤال بلاغي يوبّخ الأمم السابقة لقلة من كان فيها من أولي بقيةٍ وعقلٍ راشدٍ ينهون عن الفساد في الأرض، إلا قليلًا منهم نجوا من الهلاك. وتكشف الآية عن حال الظالمين الذين اتبعوا شهواتهم وانغمسوا في الترف واللهو، فكان مصيرهم الإجرام والهلاك بما كسبت أيديهم. أما الآية الثانية، فتؤكد على عظيم عدل الله سبحانه وتعالى ورحمته، فلا يهلك ربك القرى بظلم منه، بل إن هلاكها يكون نتيجة لظلم أهلها وفسادهم وعدم إصلاحهم. فمفتاح النجاة والبقاء هو صلاح المجتمع وأفراده، وانتشار الإصلاح والنهي عن المنكر. إنها دعوة صريحة لنا اليوم للتدبر والعمل، بأن يكون فينا من أولي البقية من يحمل راية الإصلاح ويحارب الفساد، ورسالة طمأنة بأن الله لا يضيع أجر المصلحين، وتحذير للغافلين من عواقب الإفساد في الأرض.

مركز دعوة التايلانديين

2025/06/25

53
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • القرآن الكريم

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري