هل صحيح أن العلم يتقدم بينما الإسلام ثابت في مكانه؟

هل صحيح أن العلم يتقدم بينما الإسلام ثابت في مكانه؟ يطرح هذا السؤال المحوري فهمًا شائعًا لكنه غالبًا ما يكون غير دقيق حول العلاقة بين الدين والعلوم. فالإسلام، كدين سماوي، يحمل مبادئ وقيمًا أساسية ثابتة وخالدة مستمدة من القرآن والسنة، وهي تُعنى بتوجيه حياة الإنسان الروحية والأخلاقية، لا بمسائل العلوم التجريبية المتغيرة. بينما العلم، بصفته مسعى بشريًا، يتطور باستمرار ويكتشف الجديد ويوسع آفاق المعرفة البشرية حول الكون ومكنوناته. لا يرى الإسلام أي تعارض جوهري بين ثبات أصوله الإلهية وتقدم العلم؛ بل على العكس، يحث القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا على التفكر والتدبر في آيات الله الكونية، مما ألهم العلماء المسلمين عبر العصور ليكونوا روادًا في شتى ميادين العلوم من الطب والفلك إلى الرياضيات والكيمياء. فالثبات هنا هو ثبات الحقيقة المطلقة والتعاليم الأساسية التي توجه حياة الإنسان، بينما التقدم العلمي يمثل سعيًا لا يتوقف لفهم أعمق لخلق الله. إن الإسلام يقدم إطارًا أخلاقيًا ومعرفيًا يشجع على البحث العلمي ويحتفي بالاكتشافات الجديدة، مؤكداً على أن العلم الحقيقي لا يمكن إلا أن يزيد الإنسان إيمانًا ويقينًا بعظمة الخالق وتدبيره المحكم، وليس التناقض معه.

مركز دعوة التايلانديين

2024/11/14

321
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • العلم

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري