الفيديوهات الدعوية

سورة الأحزاب
سورة الأحزاب

سورة الأحزاب: سورة مدنية عظيمة، تستعرض بأسلوبها البليغ دروساً خالدة من تاريخ الإسلام الأول. تُعرف هذه السورة باسم "الأحزاب" لما تناولته من غزوة الخندق، حيث اجتمعت قوى الشر لتحاصر المدينة المنورة. كما تُرسّخ قواعد اجتماعية وتشريعية هامة للمجتمع المسلم، مثل أحكام الزواج، الطلاق، الحجاب، ومكانة أزواج النبي ﷺ. ومن آياتها البالغة العمق، الآية الكريمة: "إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا" والتي تُبرز ثقل الأمانة التي حملها الإنسان، مسؤولية التكليف الإلهي والخلافة في الأرض. إنها دعوة للتأمل في عظم هذا العبء، وفي طبيعة الإنسان الذي ارتضى حملها رغم جسامتها. تُقدم السورة إرشادات حكيمة للصبر والثبات في مواجهة الشدائد والمؤامرات الداخلية والخارجية. وتُسلط الضوء على دور النبي محمد ﷺ كقدوة، وتُعزز من إيمان المؤمنين وثقتهم بنصر الله. إنها تذكير دائم بضرورة التمسك بقيم العدل والصدق والوفاء بالعهود، والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة. وبذلك، تُعد سورة الأحزاب نبراساً يهدي الأمة في مسيرتها نحو الفلاح في الدنيا والآخرة.

سورة هود
سورة هود

سورة هود، هذه السورة المكية العظيمة، تشرق بنور الهداية والعبر، وتعد من السور التي قصّت علينا قصص الأنبياء ورسالاتهم لدعوة أقوامهم إلى التوحيد والعدل. تتألق السورة بآياتها البينات التي تعرض لنا مصائر الأمم السابقة، وكيف أن العاقبة للمتقين والصالحين، وتبرز أهمية الثبات على الحق. وفي قلب هذه السورة، تأتي الآية الكريمة: "فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ"، لتكون وصية جامعة لا غنى عنها لكل مؤمن. هذه الآية تعد من أشقّ الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم لما تحمله من تكليف عظيم بالاستقامة المطلقة والثبات على المنهج الإلهي. تأمرنا بالثبات على الحق والعدل دون ميل أو انحراف، وتدعو المسلم والمسلمة إلى التزام شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتهم. كما تحذرنا من الطغيان ومجاوزة الحدود، فليس هناك مجال للظلم أو الاعتداء أو تجاوز أمر الله تعالى. إنها تذكير بأن الله سبحانه وتعالى مُطّلع على كل أعمالنا، لا تخفى عليه خافية، فهو بصير بكل ما نفعل ونجاهر ونخفي. هذه الآية تبعث في النفس الرقابة الذاتية والخشية من الله، وتدفعنا نحو تحسين أقوالنا وأفعالنا. إنها دعوة مفتوحة للتوبة النصوح والعودة الدائمة إلى صراط الله المستقيم، مع الالتزام الصارم بحدوده. فتدبروا معانيها العميقة، واجعلوها منهاجاً لحياتكم، لتنالوا رضا الله وتمام البصيرة في دينه ودنياه.

نظام الأخلاق في الإسلام
نظام الأخلاق في الإسلام

نظام الأخلاق في الإسلام يقدم إطارًا متكاملًا وفريدًا، يرتكز على حقوق الإنسان العالمية ووعي عميق بمراقبة الله تعالى. لا تقتصر الأخلاق الإسلامية على القوانين الظاهرية فحسب، بل تمتد لتغرس الفضيلة في أعماق القلب والضمير البشري. فالمسلم لا يفعل الخير رياءً أو خوفًا من الناس، بل إيمانًا راسخًا بالله وحبًا له ويوم الحساب. هذا الشعور الداخلي يحول الأفعال اليومية إلى عبادة تسمو بالروح البشرية، وتتجاوز مجرد السلوكيات الخارجية. الإسلام لا يبتدع فضائل جديدة، بل يؤكد ويرسخ قيمًا إنسانية جوهرية كالتواضع، الأمانة، الصبر، الكرم، والعدالة. هذه القيم تتجلى في كل جانب من جوانب حياة المسلم، من الأسرة والمجتمع إلى السياسة والعناية بالبيئة والحيوان. وتتأصل المسؤولية تجاه المجتمع، لتشمل الوالدين والأقارب والجيران والمحتاجين والمسافرين وجميع الكائنات. إنه نظام يربي الضمير ويهذب النفس، ويرتقي بها لتعمق الشعور بالتعاطف الشامل. مصداقًا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري