تُعدُّ الآية 192 من سورة البقرة من الركائز الأساسية التي تضع إطاراً واضحاً لأحكام القتال في الإسلام. فهي تُجيز للمسلمين الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم وديارهم ضد المعتدين الذين يبدأون بالقتال، ولكنها في الوقت ذاته تحرّم تحريماً قاطعاً البدء بالعدوان أو تجاوز الحدود في المعاملة. وتشدد على مبدأ عدم الاعتداء، سواء كان ذلك في الاعتداء على النفس أو المال أو الأرض أو حتى تجاوز الضوابط الشرعية في الحرب. وتختتم الآية بتحذير شديد ودرس أخلاقي عميق: "إن الله لا يحب المعتدين"، مما يؤكد أن أي شكل من أشكال الظلم أو البغي أو تجاوز الحدود التي وضعها الله، هو أمر ممقوت ومرفوض. إنها دعوة للعدل والوسطية، وتأصيل لأخلاقيات الحرب في الإسلام، حيث القتال مشروع للضرورة القصوى وللدفاع، وليس للظلم أو الإفساد في الأرض. ميراث خالد يوجه الأمة نحو البناء لا الهدم.
2025/04/22
158
0
- مركز دعوة التايلانديين