سورة الأنعام: 122

تُعدّ الآية الثانية والعشرون بعد المائة من سورة الأنعام من أروع الآيات القرآنية التي تضرب مثلاً بليغًا، إنها تُبرز الفارق الشاسع بين من كان ميتًا بالجهل والضلال فأحياه الله بنور الهداية والإيمان، وجعل له نورًا ساطعًا يبصّر به الحق ويسير به بين الناس مهتديًا ومبصرًا لطريق الخير والصلاح، وبين من يعيش في ظلمات الجهل والكفر، يتخبّط فيها فلا يجد سبيلًا للخروج منها، فهو أسير لضلاله، لا يرى الحق ولا يميزه، محجوبًا عن نور الله الباهر. وتُبين الآية سبب بقاء الكفار في ضلالهم؛ إذ زُين لهم ما كانوا يعملون من السوء والباطل، فأصبحوا يرونها حسنة وصحيحة، مما يعميهم عن رؤية الحقيقة وعواقب أعمالهم. إنها دعوة للتأمل في عظيم نعمة الهداية الإلهية التي تنتشل الإنسان من موت الروح إلى حياة النور والبصيرة، وتُعدّ تذكيرًا للمؤمنين بقيمة النور الذي يحملونه، وتحذيرًا من مغبة الانغماس في ظلمات الكفر والجهل، مما يجعلها منارة إيمانية ترسم خطًا واضحًا بين طريق الرشاد وطريق الغواية.

مركز دعوة التايلانديين

2025/07/16

23
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • القرآن الكريم

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري