تصف هذه الآية الكريمة من سورة التوبة صورة متكاملة للمجتمع الإيماني المثالي، حيث يتجلى التآزر والتناصر بين المؤمنين والمؤمنات، فهم كالبنيان المرصوص يدعم بعضهم بعضًا في سبيل الحق والخير. ويتجاوز هذا الولاء مجرد الدعم العاطفي ليشمل العمل الصالح؛ فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، محققين بذلك مبدأ الرقابة المجتمعية الإيجابية التي تضمن صلاح الفرد والمجتمع. كما أنهم يلتزمون بأركان دينهم العظيمة من إقامة الصلاة التي تربطهم بخالقهم، وإيتاء الزكاة التي تطهر أموالهم وتكفل التكافل الاجتماعي. وفوق كل ذلك، هم أهل الطاعة المطلقة لله ورسوله، مستسلمين لأمره ونهيه في كل شؤون حياتهم. تلك هي صفات من وعدهم الله بالرحمة الواسعة جزاءً لإيمانهم وعملهم الصالح، وختام الآية يؤكد أن هذه الأوامر والوعود تصدر عن إله عزيز لا يُغالب، حكيم يضع الأمور في نصابها، فسبحانه وتعالى القادر على تحقيق وعده وحكمته بالغة.
2025/06/25
47
0
- مركز دعوة التايلانديين