تتجلى الحقيقة الأسمى في كون الخالق واحدًا أحدًا، والرب الذي يستحق العبادة دون سواه؛ فهو سبحانه من أبدع السماوات والأرض وما بينهما بقدرته المطلقة وعلمه الشامل، وبما أن خالق هذا الكون الفسيح واحد لا نظير له، فلا بد أن يكون المستحق للعبادة والطاعة واحدًا لا شريك له في ألوهيته. هذا هو جوهر التوحيد، الذي يدعو العباد إلى إفراد الله وحده بالعبادة الخالصة والتوكل المطلق، فالإيمان به سبحانه ليس مجرد تصديق نظري، بل هو عقيدة راسخة تترجم إلى عمل وإقرار باللسان وتصديق بالقلب. وكلمة "الله" في لغتنا العربية الفصحى تجمع في معناها بين الخالق والرب، الجامع لصفات الكمال والجلال، ما يدعو المسلم إلى توجيه جميع أنواع العبادة، من دعاء ورجاء وخوف ومحبة، إلى مصدرها الوحيد. إنها دعوة إلى تحرير النفس من كل قيود الشرك والتبعية لغيره، وإلى التحرر من الأوهام والاعتقادات الباطلة، لتنعم الروح بسلام حقيقي وطمأنينة لا تضاهيها طمأنينة، بمعرفة أن مصيرها ومآلها بيده وحده. فالخالق واحد، والرب واحد، ولهذا تتجه القلوب إليه بالعبادة الخالصة، وحده لا شريك له.
2024/10/13
310
0
- مركز دعوة التايلانديين