السعادة في الجنة بإيجاز هي أسمى صور النعيم والكمال الذي ينتظر المؤمنين، نعيمٌ أبديٌ لا ينقطع ولا يُعادله شيء، حيث يغمر قلوبهم رضا الله الأكبر وهو قمة العطاء الإلهي.
هي جنةٌ عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، من قصورٍ شامخة شيدت بالذهب والفضة واللؤلؤ والمرجان.
تجري من تحتها الأنهار من اللبن الذي لم يتغير طعمه، ومن العسل المصفى، ومن الخمر اللذيذ الذي لا يُصيب بالصداع، وظلالٌ دائمة وأشجارٌ دانية قطوفها سهلة التناول.
يلتقي فيها الأحبة والأزواج والصالحون في مجالس وارفة، لا كدر فيها ولا تعب، يسودها الحب والصفاء والسرور الخالد بلا منغصات أو حسد.
قلوبٌ مطمئنة، وأرواحٌ ناعمة راضية، وأجسادٌ شابةٌ لا تبلى، خاليةٌ من كل مرض أو سقم، في صحة وجمال ونضارة دائمين لا يُعرف فيها هرم.
تتلاشى فيها كل الأحزان والهموم، فلا نصب ولا لغوب، بل فرحٌ وسرورٌ وبهجةٌ تتجدد بلا انقطاع، في أمن مطلق من كل خوف أو قلق أو فناء.
يُلبسون فيها الحرير والسندس والاستبرق الفاخر، ويتنعمون في فرشٍ بطائنها من إستبرق، متكئين على رفارف خضر وعبقري حسان، في بهاء لا يزول.
مأكلٌ ومشربٌ لا ينفد، وفاكهةٌ كثيرة متنوعة، كلما اشتهوا شيئاً وجدوه حاضراً بين أيديهم، بفضلٍ من الله ورحمةٍ منه واسعة، وتلبية فورية لأمنياتهم.
أعظم السعادة التي يتوق إليها المؤمنون هي رؤية وجه الله الكريم، وهو قمة النعيم الذي يفوق كل تصور، ويذهب بكل نعيم الجنة في عين المؤمن جمالاً وجلالاً.
إنها الغاية العظمى للمؤمنين، ومنتهى آمالهم، دعوةٌ للتأمل في كرم الخالق وعظيم وعده الحق، وحافزٌ للعمل الصالح الجاد لنيل هذه السعادة السرمدية الأبدية التي لا مثيل لها.
2025/01/26
234
0
- مركز دعوة التايلانديين