سورة هود

سورة هود، هذه السورة المكية العظيمة، تشرق بنور الهداية والعبر، وتعد من السور التي قصّت علينا قصص الأنبياء ورسالاتهم لدعوة أقوامهم إلى التوحيد والعدل.
تتألق السورة بآياتها البينات التي تعرض لنا مصائر الأمم السابقة، وكيف أن العاقبة للمتقين والصالحين، وتبرز أهمية الثبات على الحق.
وفي قلب هذه السورة، تأتي الآية الكريمة: "فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ"، لتكون وصية جامعة لا غنى عنها لكل مؤمن.
هذه الآية تعد من أشقّ الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم لما تحمله من تكليف عظيم بالاستقامة المطلقة والثبات على المنهج الإلهي.
تأمرنا بالثبات على الحق والعدل دون ميل أو انحراف، وتدعو المسلم والمسلمة إلى التزام شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتهم.
كما تحذرنا من الطغيان ومجاوزة الحدود، فليس هناك مجال للظلم أو الاعتداء أو تجاوز أمر الله تعالى.
إنها تذكير بأن الله سبحانه وتعالى مُطّلع على كل أعمالنا، لا تخفى عليه خافية، فهو بصير بكل ما نفعل ونجاهر ونخفي.
هذه الآية تبعث في النفس الرقابة الذاتية والخشية من الله، وتدفعنا نحو تحسين أقوالنا وأفعالنا.
إنها دعوة مفتوحة للتوبة النصوح والعودة الدائمة إلى صراط الله المستقيم، مع الالتزام الصارم بحدوده.
فتدبروا معانيها العميقة، واجعلوها منهاجاً لحياتكم، لتنالوا رضا الله وتمام البصيرة في دينه ودنياه.

مركز دعوة التايلانديين

2025/05/11

128
0
  • مركز دعوة التايلانديين
  • القرآن الكريم

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري