تُعتبر الجنازة في الإسلام محطة روحية عظيمة، تتجاوز مجرد الوداع لتشكل بوابة إلى الدار الآخرة. تتم مراسمها بدقة متناهية وفقاً للشرع، بدءاً من تغسيل الجسد وتكفينه بأفضل حلة، وصولاً إلى صلاة الجنازة التي هي دعاء جماعي للميت، ثم دفنه وتوجيهه نحو القبلة. لكن هل لحجم الجنازة أو كثرة مشيعيها تأثير مباشر على البعث في الآخرة؟ في حقيقة الأمر، يركز الإسلام على جوهر العمل والنية الصادقة، وليس على مظاهر الزينة أو التفاخر. فما ينفع الميت حقاً بعد موته هو عمله الصالح الذي قدمه في الدنيا، ودعوات المسلمين الصادقة له بالمغفرة والرحمة. قد تكون كثرة المصلين والمشيعين فضيلة لما فيها من كثرة الدعاء وطلب الرحمة للمتوفى، لكن الأهم هو أن تكون الجنازة موافقة للسنة النبوية، خالية من أي بدع أو إسراف قد ينقص من أجرها. فالبعث والحساب مرهونان بما قدمه العبد من أعمال، وبفضل الله وكرمه الواسع. هي تذكير لنا جميعاً بأهمية الاستعداد للآخرة، وبأن الإخلاص والعمل الصالح هما خير زاد.
2025/06/24
47
0
- مركز دعوة التايلانديين