تأملوا معي الآية العظيمة 82 من سورة النساء، التي تعد دعوة ربانية صريحة للتفكر العميق في آيات القرآن الكريم. إنها تطرح سؤالًا بليغًا: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟" مستحثةً العقول والقلوب للغوص في معانيه وأسراره البديعة. وتأتي بعد ذلك الحجة القاطعة التي لا تقبل الشك: "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا". هذه الآية تشكل تحديًا بلاغيًا عظيمًا، ودليلًا دامغًا لكل من يشكك في مصدر هذا الكتاب الخالد. فلو أن القرآن كان من تأليف بشر، مهما بلغت فصاحتهم وبلاغتهم وحكمتهم، لتناثرت فيه التناقضات وتضاربت أقواله على مر السنين الطويلة التي نزل فيها. إن خلو القرآن من أي تناقض أو تضارب، رغم نزوله على مدى أكثر من عقدين من الزمان في ظروف ومناسبات شتى، هو خير برهان على أنه كلام الله الحق، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مما يؤكد أنه وحي إلهي متكامل ومحكم الصنع، يستحق منا كل تدبر وتفكر وخشوع في كل آية من آياته.
2025/04/22
150
0
- مركز دعوة التايلانديين